كيف بدأ الصراع بين فلسطين والصهاينة
الحكاية بدأت في عام 1917، في هذا العام اقترح السياسي (آثر جيمس بلفر) اقتراحا سيئا، اسمه وعد بلفر الذي يحل مشكلة الإنجليز مع اليهود وينقل اليهود إلى فلسطين.
إذ تتسائل لماذا اختار السياسيون دولة فلسطين من كل دول العالم فالإجابة مدهشة، كان هناك اقتراحات كثيرة وكانوا لا يفكرون في فلسطين، لكن مع نقاشات طويلة وعميقة، وجدوا أن فلسطين أحسن دولة لليهود. والأعجب أن الإنجليز لم يحتلوا أرض فلسطين في هذا الوقت، فبالعكس دولة فلسطين كانت تحت الاحتلال العثماني. كان البريطانيون يجمعون اليهود في مركبات وينقلونهم إلى فلسطين، ثم ينزلونهم على الشاطئ ويعطونهم أسلحة لدخول بيوت الفلسطينيين. وبدأ اليهود الهجوم على البيوت وطرد الفلسطينيين وإيذائهم والعيش داخلها وبدأت مجموعة كبيرة من اليهود يستقلون في بيوت وقرى ومدن. وكانت قرية “ملبس” هي أول قرية استوطنها اليهود. ومع مرور السنوات احتل الناس مدنا أكثر وبعد انتهاء الاحتلال العثماني في عام 1948 الإسرائيليون احتلوا أربع عشرة مدينة وأسسوا دولة إسرائيل. بالتحديد يوم 14 مايوا 1948، ولها رئيس اسمه (ديفد بن جوريون) ويسمي العرب هذه السنة “سنة النكبة”، وبعد أول يوم من تأسيس الدولة هجم عليها سبعة جيوش عربية متحدة، مصر، الأردن، سوريا، لبنان، السعودية، العراق، وقوات عرب فلسطين، لتطهر الدولة من اليهود وتقضي عليهم. ثم استدعى الإسرائيليون قصة (داود وجالوت)، دواد هو الشاب الصغير (إسرائيل) الذي في يوم من الأيام سيحارب جالوت القوي والعملاق (العرب)، ولسبب إيمان داود سيقدر أن يهزم جالوت، وأيضا قالوا إن الفلسطينيين تركوا أرضهم للعرب لينتصروا على الإسرائيليين والإسرائيليون عرضوا على الفلسطينيين أن يرجعوا إلى أرضهم، لكن الفلسطينيين رفضوا أن يرجعوا أرضهم، لتلتمس إسرائيل الدعم من الدول الأخرى، ولكن كل هذه أكاذيب أو أنصاف حقيقية. اذ تتسائل ما هي الصهيونية، فالصهيونية من الأساس فكرة ظهرت في القرن السادس عشر، ظهرت بين المسحيين بالأخص عند البروتستانت في بريطانيا، الفكرة بسيطة جدا وهي أن يذهب اليهود إلى القدس وينشئوا الهيكل كتمهيد لعودة السيد المسيح، ولكن الصهيونية اليهودية في القرن التاسع عشر كانت مختلفة فالصهيونية اليهودية هي فكرة عنصرية وهي أن كل الأشخاص داخلهم في الأعماق مزروع كراهيه ضد اليهود، ويعتقدون أن هذا رأيه ومزروع داخله، لسبب واحد فقط وهو أنه ليس شخصا يهوديا، وكان الحل لهم أن يأسسوا دولة يهودية فقط لهم. وأيضا اليهود لها معاني كثير لكن التعريف الصهيوني لليهود هو أنهم جنس واحد فقط نقي من بداية حياتهم لأخر حياتهم، واليهودية ليست ديانة تبشيرية، فلا يسعون ليضموا الأخرين لعقيدته، فاليهود أقرب لجنس أو عرق نقي. هناك أساطير كثيرة عن اليهود مثل أسطورة شعب واحد، وأسطورة أرض بلا شعب وأسطورة الاستقلال عن بريطانيا، وأسطورة الديموقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط. أسطورة شعب واحد تقول إن هناك شعب واحد وجنس واحد من أول التاريخ يضطهد اليهود منذ ألفي عام ككتلة واحدة، ولكن إذا قارنا بين اليهود في أوربا واليهود في الدول العربية في آخر القرن التاسع عشر، سنلاحظ أن هناك تغيرا واختلافا رهيبا، كان اليهود في المغرب مئة وخمسين ألفا وفي مصر ثمانين ألفا وكانت الأعداد كبيرة فكان اليهود جزءا كبيرا من البلاد العربية، لديهم مدارسهم وممتلكاتهم ودور العباد اليهودية، ولكن على صعيد آخر في أوربا كان لليهود حياتهم المختلفة كانت متخلفة وكانت منغلق على نفسها وعاشت في أماكن مغلقة تسمي (جتهات). أسطورة أرض بلا شعب هي من أشهر الأفكار الصهيونية وهناك احتمالين، أول احتمال يقول العالم الأرجنتيني (بدرو بريجير) إن الحركة الصهيونية تطالب برجوع أرض المعاد المقدسة، التي ستتحقق كل أحلامهم فيها، لم يعرفوا عنها شيئا، لأن العالم لهم كان أوروبا فقط، وكل معلوماته عنها مصدرها حكاية الرحالة والمغامرين، والاحتمال الثاني الذي اقترحه المؤرخ الفلسطيني سلمان أبو ستة يقول إن أرضا بلا شعب كانت النية الصهيونية أن يجعلوا الأرض بلا شعب، لأن نسبة اليهود بعد الهجرة كانت لا تتعد ثلاثة بالمئة من مجمل فلسطين التي كانت في هذا العصر تحت الاحتلال العثماني، وفشلت محاولات (هرزل) أن يقنع السلطان العثماني أن يخصص أرضا ليعيش فيها اليهود فقط، لكن السلطان رفض لكنه ترك الهجرة مستمرة، استمرت الهجرات وفي عام 1907 أسس الصهيوني (شايم ويزمان) شركة تطوير أراضي في مدينة يافا، وهو شخصية مهمة جدا في التاريخ الصهيوني، هو شخص يهودي وعلاقته بالدين تعتبر صفر، وكان هدف هذه الشركة هو شراء الأرض من الفلسطينيين بالقانون، لكن وفقا لكلام البروفسور الأمريكي (والتر لحن) داخل مجتمع زراعي مثل هذا، المزارعون رفضوا أن يتخلوا عن أرضهم بسبب المال، لأن أرضهم هي أساس حياته، خصوصا أن هذه الصفقة تشترط طرد العرب من الأرض، لتشغيل الشعب اليهودي. أسطورة الاستقلال عن بريطانيا تبين أن بريطانيا عدو يحاول أن يمنع قيام دول إسرائيل، لكن الواقع هو العكس والتاريخ يثبت ويشهد على العكس، فكان المشروع الصهيوني لن ينجح بدون مساعدة بريطانيا، فهي ساعدت اليهود أن تسرع الهجرة، لأن اليهود كانوا أقلية في فلسطين والصهيونية تقول أن عليهم أن يكون الأغلبية، و بريطانيا ساعدت اليهود لأنها تريد أرض فلسطين، لأنها مميز، موقعها الجيوغرافي مميز، وكانت خائفة أن تحتل ألمانيا فلسطين، وهذا كان مسببا لها قلقا شديدا، لأن كان يمكن لألمانيا أن تغلق قناة السويس، وقناة السويس مهمة للغاية لبريطانيا لأنها تسهل النقل إلى مستعمراتها في الهند.